Page 30 - web
P. 30
مـحــــطــات
عربية أمنية موقعها الجغرافي جعلها مرك ًزا مه ًما للعبور الدولي
تجربة مغربية فريدة في تأمين المنافذ الحدودية
محتكرة لوسائل الحركة خصو ًصا العابرة للحدود الوطنية ،خصو ًصا في شعبة اتصال الرباط
ظل تنامي التهديدات الخارجية ومحاولات التأثير الخارجي ،مع ما يواكبها تعد إدارة وتأمين الحدود البرية والبحرية والجوية إحدى أكبر التحديات التي
من تنامي النزعات القومية والانغلاق الثقافي التي أضحت اليوم تشكل كلها
مجتمعة «مقاومة حقيقة لكل ما تم تحقيقه من أجل ترسيخ «عالم بدون تواجه سياسات التدبير العمومي في زمننا الحالي.
ففي ظل تحول العالم من العولمة كنظام عالمي سائد إلى الشمولية
حدود». « »globalisationكنظام يسيطر على العالم المعاصر خلال فترة ما بعد
ومن هذا المنظور الشامل ،أضحت وظيفة أمن المنافذ الحدودية الخارجية بداية الألفية الثالثة ،أضحت الحكومات ملزمة أكثر من أي زمن مضى
للدول ،والتي يجب تمييزها عن تلك المتعلقة بأمن الحدود كمكون من بالحفاظ على الأمن الذي تحتاج إليه في مقابل تشجيع التجارة والمبادلات
مهام القوات العسكرية المرابطة على طول الحدود البرية والبحرية وفي العينية والإلكترونية الآنية والآجلة بين الأشخاص والمؤسسات بحيث يعتمد
المجال الجوي للدولة ،أضحت واحدة من المهام التي تضطلع بها الأجهزة الازدهار الاقتصادي اليوم على الحركة الحرة للبضائع والأفراد ،لكن ترك مثل
الأمنية والجمركية ،وتهدف بالأساس إلى إحكام الرقابة على حدود الدولة هذه التحركات دونما مراقبة وسيطرة سيؤدي لا محالة إلى فتح المجال أمام
البرية ومياهها الإقليمية من خلال منع الدخول إليها أو الخروج منها إلا وفق التهريب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية التي تجلب معها الجريمة
الأنظمة المعمول بها وعبر الطرق والمسالك والموانئ والمرافئ والأمكنة
الإرهابية وباقي صنوف الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
المخصصة لذلك من قبل الحكومة. وفي المقابل ،لا بد من التذكير أنه على الرغم من التسليم بنتائج العولمة
ومن هذا المنطق ،يمكن تصنيف المملكة المغربية ،كبلد متوسطي يتمتع والشمولية خصو ًصا فيما يتعلق بتلاشي المسافات المادية بين الأفراد
بموقع إستراتيجي يتقاطع بين بوابة البحر الأبيض المتوسط الغربية ومنتصف والمؤسسات والمنظمات« ،فإن الحدود بأشكالها الجغرافية والمكانية
الجزء الشرقي من المحيط الأطلسي ،بكونها واح ًدا من البلدان التي تتوافر والافتراضية باتت أساسية على نحو متزايد لفهم فرص الناس في الحياة
على مجموعة متنوعة من المعابر الحدودية التي تتنوع بين البرية والبحرية وقياس مستوى تقدم الأمم وقدرتها على الحفاظ على هذا التقدم» .فحتى
والجوية ،والتي جعلت منه منذ بداية تشكل الحضارات الأولى بهذه المنطقة بالنسبة للأنظمة الرأسمالية المفتوحة على اقتصاد السوق ،تبقى الدولة
30